صورتنا الحقيقية في الإعلام الغربي!
أعتقد بأن المعلومات المغلوطة التي ينقلها الإعلام الغربي عن المملكة العربية السعودية، وبعيدًا عن نظرية المؤامرة، سببها هو الصورة غير المكتملة لديهم عنّا. ومع كل المحاولات من استقبال وفود إعلامية غربية وأفراد وجهات مختلفة، مع ذلك، ما زال الإعلام الغربي ينقل صورة مغايرة للواقع -أحيانًا- ومن وجهة نظري أن السبب يعود إلى ضعف التواصل من ناحيتنا، وتقصيرنا في نقل الصورة الحقيقية بجوانبها الإيجابية والسلبية. وهذا يعني أن نعيد التفكير والتخطيط في طرقنا غير الناجحة، هذا بالإضافة إلى بعض المحاولات التي تخرج تحت مسمى (تحسين صورة المملكة) وهي بكل صدق لم تنجح!
ولنكن منطقيين فإننا لم ننجح في إخراج صورتنا الحقيقية للعالم العربي، فكيف إذن مع العالم الخارجي؟ ولأكون واضحة أكثر فأنا وغيري من الكتاب والمثقفين نعتبر أهم سفراء لدولنا في الخارج، ما زلت في بعض الدول العربية أواجه نظرات التعجب لكوني امرأة سعودية مثقفة، ولديهم اعتقاد أننا كنساء مقهورات ومقموعات، أقول هذا على مستوى بعض الدول العربية القريبة فكيف بدول العالم الغربي؟!
أيضًا السفارات والملحقيات والممثليات في الخارج يقع عليها دور ثقافي كبير، وأتذكر تجربة السفارة السعودية في فرنسا قبل أربع سنوات عندما جمعت وفودًا ثقافية سعودية بمثقفين عرب وفرنسيين، أحدثت هذه التجربة تغييرًا كبيرًا، ومهم تعميمها على جميع سفاراتنا لأنها كانت اجتهادًا فرديًا من سفيرنا بفرنسا.
كل البرامج والخطط مع الإعلام الغربي مهم أن تتغير، وأن نغير أنفسنا أولاً، ونبتعد عن مصطلح (تحسين الصورة) لأنه اعتراف بأن صورتنا سيئة، وهذا غير صحيح، إنما هو القصور في إيصال الصورة الحقيقية،كما هو الحال مع المنظمات الحقوقية التي يؤمن -بعضهم- بتآمرها علينا، مع أنها في الواقع هي تنقل الصورة المغلوطة التي تصلها من بعض المرجفين، بسبب أننا لم نوفر لهم معلومات صحيحة عبر أشخاص قادرين على نقلها!
نقلاً عن الجزيرة